رحبت صحف هولندية بردود الفعل الهادئة من الجالية المسلمة في هولندا واتخاذ المسلمين من أبناء الجيل الثاني الذين يعيشون في هذا البلد الأوروبي مواقف حكيمة تمخضت عن تعاطف كبير مع قضيتهم اثر قيام النائب الهولندي غيرت فيلدرز بعرض فيلمه المعادي للإسلام على شبكة الانترنت.
وقالت الصحفية آني كرين بيرج إنه على العكس مما كان يهدف إليه فيلدرز، فإن اقبالا غير عادي شهدته المكاتب التي تعرض كتبا اسلامية في امستردام، وأن الهولنديين اشتروا كميات كبيرة من المصاحف الالكترونية المترجمة إلى الهولندية أدت إلى نفادها تقريبا من الأسواق خلال اليومين الماضيين.
وأبرزت صحيفة "دي تلغراف" الهولندية حملة الرد على الفيلم التي تمثلت في ورش عمل حوارية مع المثقفين والاعلاميين الهولنديين، وأجابت على استفساراتهم بشأن القرآن الكريم ككتاب عبادة وهداية، وما قام به النائب فيلدرز في فيلمه "الفتنة" باخراج بعض الآيات القرآنية عن سياقها.
ونشرت الصحيفة في قلب صفحتها الأولى صورة محافظ مدينة امستردام اليهودي جوب كوهين وهو يصافح الناشر والاعلامي السعودي عصام مدير بعد انتهاء مؤتمر صحفي للجالية المسلمة عقدته في مسجد الأمة عقب صلاة الجمعة الماضية 28/3/2008. ومعروف عن كوهين مواقفه المنصفة تجاه المسلمين.
وعقد شباب مسلمون من أبناء الجيل الثاني ورشة عمل حوارية في ضاحية "مير" بامستردام مساء الجمعة لاحتواء تداعيات الفيلم الذي شاهدوا عرضا له. وفي أثناء هذه الورشة أشهر أحد الهولنديين اسلامه ليصبح ثالث شخص يفعل الشي نفسه خلال أسبوع واحد ردا على عبارة انتهى بها الفيلم تقول "أوقفوا أسلمة أوروبا".
ودعت جمعية الأئمة في هولندا كل المسلمين شيوخا وشبابا إلى الرزانة والهدوء والتعقل وأن يتوخوا الحكمة في الردود، وحذرتهم من القيام بأفعال سلبية تعود بالضرر عليهم وعلى المجتمع عموما.
وقالت الجمعية في بيان لها إن "أي رد فعل عنيف يخدم أعداء الاسلام ويصب في نفس الهدف الذي يريده فيلدرز نفسه، وهو زرع فتيل الصراع بين أفراد المجتمع".
وبينما فتحت جميع المساجد الهولندية أبوابها للرد على استفسارات الهولنديين بشأن القرآن الكريم والاسلام، قامت مؤسسة النشر السعودية "دار البينة" باعلان بدء مشروع توزيع الكتاب الخيري باللغة الهولندية تحت شعار "نصرة القرآن الكريم من الانفعال للفعل"
وأوضح مدير الدار عصام مدير لـ"العربية نت" أن المشروع تم بالتعاون مع عدد من كبريات المساجد والجمعيات الاسلامية المعتمدة والمعروفة في هولندا، وأصدقاء منظمة بيت ديدات للدعوة في جنوب أفريقيا.
شركات هولندية تهدد بملاحقة غيرت فيلدرز
هددت شركات هولندية بملاحقة النائب الهولندي غيرت فيلدرز اذا ادى الفيلم المعادي للاسلام الذي بثه على شبكة الانترنت, الى مقاطعة تجارية، من جانب آخر وقال رئيس المنظمة الهولندية لارباب العمل برنارد فينتيس "لا اعرف اذا كان فيلدرز غنيا او يملك تأمينا جيدا لكن اذا تعرضنا لمقاطعة فسنرى اذا كنا نستطيع تحميله مسؤولية ذلك".
واضاف ان "المقاطعة يمكن ان تضر بالصادرات الهولندية وشركات مثل شل وفيليبس واونيليفر معروفة بانها هولندية".
وكان رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد دعا الى مقاطعة البضائع الهولندية, بعد نداء مماثل نشر في وسائل الاعلام الاردنية.
وقال مهاتير محمد لصحافيين "اذا قاطعنا البضائع الهولندية فستضطر هولندا لاغلاق شركات", مؤكدا انه "اذا اتحد 1,3 مليار مسلم في العالم وقالوا لن نشتري (بضائع هولندية) فان ذلك سيكون فعالا".
ودانت دول من بينها ماليزيا وسنغافورة فيلم "فتنة" الذي تبلغ مدته 17 دقيقة والذي عرض على شبكة الانترنت الخميس ويربط بين الهجمات التي شنها متطرفون اسلاميون وآيات من القرآن.
ومع ان هولندا لم تشهد اي اعمال شغب واسعة بعد عرض الفيلم, أحرقت حافلتان في مدينة اوتريشت الهولندية وكتب شعار يدعو الى موت فيلدرز.
وسحب الموقع البريطاني "لايفليك.كوم" الذي استضاف العمل, الفيلم مساء الجمعة مشيرا الى تهديدات للعاملين فيه. الا ان الفيلم ما زال موجودا على موقع "يوتيوب" ومواقع اخرى.
صحفي جزائري يعيد بث الفيلم
وقام صحفي جزائري مقيم في باريس بوضع رابط لفيلم "فتنة" المسيء للإسلام على موقعه الإلكتروني الخاص، مبررا قراره بأن "الفيلم مطابق للصورة التي يقدمها المتطرفون الإسلاميون".
وقال محمد سيفاوي الذي يعيش في باريس حاليا في موقعه الإلكتروني: إنه شاهد الفيلم بعد الضجة التي أثيرت حوله حتى قبل صدوره، لكنه بعد مشاهدته لم يلاحظ فيه أية إساءة، وأنه "لا يحمل أية رسالة عنصرية ضد الإسلام، بل إنه يعرض صورة هؤلاء القتلة البرابرة الذين لا يستطيعون العيش في عالم متحضر".
مشاهد صادمة.. ليست في الفيلم!
ومضى سيفاوي يقول: "ما صدمني فعلا ليس فيلم النائب الهولندي غيرت فيلدرز، وإنما صور الحقد والرعب التي تصدر عن هؤلاء السلفيين الفاشيين"، مواصلا تبرير قرار نشر فيلم "فتنة" بالقول "ما يجعلني أثور هو أحمدي نجاد الذي يقود الإيرانيين والعالم إلى الفناء.. ما يجعلني أصدم وأثور معا هي صور الجثث الناتجة عن الموت الجنوني على يد جنود الشيطان"، يقصد العمليات الانتحارية.
وفيما يشبه "انتقادا" للفيلم، قال سيفاوي: إن "المخرج تعمد إخفاء حقيقة أن الضحايا الأوائل لـ(البربرية الإسلامية) هم المسلمون، فضلا عن كونه اتهم كل المسلمين المقيمين في أوروبا بأنهم خطر داهم".
لكنّ جزائريين كثيرين شاهدوا الفيلم عبر الإنترنت بدافع الفضول قالوا لـ"العربية.نت": إن فكرته الرئيسة هي اتهام المسلمين والقرآن بـ"الإرهاب والتطرف، وأن القرآن هو أيديولوجية العنف"، وأكثر ما أثارهم هو أن "ترجمة الآيات القرآنية المتضمنة في الفيلم تمت بطريقة مشوهة ومجردة من سياق ذكرها في القرآن".
ولم يكتف الصحفي سيفاوي ببث الفيلم على موقعه الشخصي، بل أعاد نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وأفرد لها زاوية ظاهرة على يسار مدونته، ولم يقدم سيفاوي أي تبرير لنشرها على موقعه الخاص.
من هو محمد سيفاوي؟
ومحمد سيفاوي هو صحفي جزائري اشتغل على إنجاز تقارير صحفية تهتم بالحركات الجهادية في الجزائر، قبل أن ينتقل في بداية التسعينيات إلى باريس هربا من تهديدات بقتله.
واشتهر سيفاوي بإنجاز تقارير باستعمال كاميرا خفية عن شبكات دعم الحركات الجهادية في أوروبا تم عرضها خصوصا على قناة "أم 6" الفرنسية، كما أنجز تحقيقات عن أتباع بن لادن في أفغانستان، وموطن الزرقاوي في الأردن، وصوّر انتفاضات الضواحي الباريسية أيضا، وسيفاوي مشهور كذلك بمعاداته للإخوان المسلمين، وسبق أن وصف طارق رمضان بأنه "نازي".
ونظرا للعداوات التي خلقها بكتاباته وأفلامه فهو يعيش حاليا تحت حراسة أمنية مشددة، ويغيّر مرارا مقر إقامته بباريس.
وقالت الصحفية آني كرين بيرج إنه على العكس مما كان يهدف إليه فيلدرز، فإن اقبالا غير عادي شهدته المكاتب التي تعرض كتبا اسلامية في امستردام، وأن الهولنديين اشتروا كميات كبيرة من المصاحف الالكترونية المترجمة إلى الهولندية أدت إلى نفادها تقريبا من الأسواق خلال اليومين الماضيين.
وأبرزت صحيفة "دي تلغراف" الهولندية حملة الرد على الفيلم التي تمثلت في ورش عمل حوارية مع المثقفين والاعلاميين الهولنديين، وأجابت على استفساراتهم بشأن القرآن الكريم ككتاب عبادة وهداية، وما قام به النائب فيلدرز في فيلمه "الفتنة" باخراج بعض الآيات القرآنية عن سياقها.
ونشرت الصحيفة في قلب صفحتها الأولى صورة محافظ مدينة امستردام اليهودي جوب كوهين وهو يصافح الناشر والاعلامي السعودي عصام مدير بعد انتهاء مؤتمر صحفي للجالية المسلمة عقدته في مسجد الأمة عقب صلاة الجمعة الماضية 28/3/2008. ومعروف عن كوهين مواقفه المنصفة تجاه المسلمين.
وعقد شباب مسلمون من أبناء الجيل الثاني ورشة عمل حوارية في ضاحية "مير" بامستردام مساء الجمعة لاحتواء تداعيات الفيلم الذي شاهدوا عرضا له. وفي أثناء هذه الورشة أشهر أحد الهولنديين اسلامه ليصبح ثالث شخص يفعل الشي نفسه خلال أسبوع واحد ردا على عبارة انتهى بها الفيلم تقول "أوقفوا أسلمة أوروبا".
ودعت جمعية الأئمة في هولندا كل المسلمين شيوخا وشبابا إلى الرزانة والهدوء والتعقل وأن يتوخوا الحكمة في الردود، وحذرتهم من القيام بأفعال سلبية تعود بالضرر عليهم وعلى المجتمع عموما.
وقالت الجمعية في بيان لها إن "أي رد فعل عنيف يخدم أعداء الاسلام ويصب في نفس الهدف الذي يريده فيلدرز نفسه، وهو زرع فتيل الصراع بين أفراد المجتمع".
وبينما فتحت جميع المساجد الهولندية أبوابها للرد على استفسارات الهولنديين بشأن القرآن الكريم والاسلام، قامت مؤسسة النشر السعودية "دار البينة" باعلان بدء مشروع توزيع الكتاب الخيري باللغة الهولندية تحت شعار "نصرة القرآن الكريم من الانفعال للفعل"
وأوضح مدير الدار عصام مدير لـ"العربية نت" أن المشروع تم بالتعاون مع عدد من كبريات المساجد والجمعيات الاسلامية المعتمدة والمعروفة في هولندا، وأصدقاء منظمة بيت ديدات للدعوة في جنوب أفريقيا.
شركات هولندية تهدد بملاحقة غيرت فيلدرز
هددت شركات هولندية بملاحقة النائب الهولندي غيرت فيلدرز اذا ادى الفيلم المعادي للاسلام الذي بثه على شبكة الانترنت, الى مقاطعة تجارية، من جانب آخر وقال رئيس المنظمة الهولندية لارباب العمل برنارد فينتيس "لا اعرف اذا كان فيلدرز غنيا او يملك تأمينا جيدا لكن اذا تعرضنا لمقاطعة فسنرى اذا كنا نستطيع تحميله مسؤولية ذلك".
واضاف ان "المقاطعة يمكن ان تضر بالصادرات الهولندية وشركات مثل شل وفيليبس واونيليفر معروفة بانها هولندية".
وكان رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد دعا الى مقاطعة البضائع الهولندية, بعد نداء مماثل نشر في وسائل الاعلام الاردنية.
وقال مهاتير محمد لصحافيين "اذا قاطعنا البضائع الهولندية فستضطر هولندا لاغلاق شركات", مؤكدا انه "اذا اتحد 1,3 مليار مسلم في العالم وقالوا لن نشتري (بضائع هولندية) فان ذلك سيكون فعالا".
ودانت دول من بينها ماليزيا وسنغافورة فيلم "فتنة" الذي تبلغ مدته 17 دقيقة والذي عرض على شبكة الانترنت الخميس ويربط بين الهجمات التي شنها متطرفون اسلاميون وآيات من القرآن.
ومع ان هولندا لم تشهد اي اعمال شغب واسعة بعد عرض الفيلم, أحرقت حافلتان في مدينة اوتريشت الهولندية وكتب شعار يدعو الى موت فيلدرز.
وسحب الموقع البريطاني "لايفليك.كوم" الذي استضاف العمل, الفيلم مساء الجمعة مشيرا الى تهديدات للعاملين فيه. الا ان الفيلم ما زال موجودا على موقع "يوتيوب" ومواقع اخرى.
صحفي جزائري يعيد بث الفيلم
وقام صحفي جزائري مقيم في باريس بوضع رابط لفيلم "فتنة" المسيء للإسلام على موقعه الإلكتروني الخاص، مبررا قراره بأن "الفيلم مطابق للصورة التي يقدمها المتطرفون الإسلاميون".
وقال محمد سيفاوي الذي يعيش في باريس حاليا في موقعه الإلكتروني: إنه شاهد الفيلم بعد الضجة التي أثيرت حوله حتى قبل صدوره، لكنه بعد مشاهدته لم يلاحظ فيه أية إساءة، وأنه "لا يحمل أية رسالة عنصرية ضد الإسلام، بل إنه يعرض صورة هؤلاء القتلة البرابرة الذين لا يستطيعون العيش في عالم متحضر".
مشاهد صادمة.. ليست في الفيلم!
ومضى سيفاوي يقول: "ما صدمني فعلا ليس فيلم النائب الهولندي غيرت فيلدرز، وإنما صور الحقد والرعب التي تصدر عن هؤلاء السلفيين الفاشيين"، مواصلا تبرير قرار نشر فيلم "فتنة" بالقول "ما يجعلني أثور هو أحمدي نجاد الذي يقود الإيرانيين والعالم إلى الفناء.. ما يجعلني أصدم وأثور معا هي صور الجثث الناتجة عن الموت الجنوني على يد جنود الشيطان"، يقصد العمليات الانتحارية.
وفيما يشبه "انتقادا" للفيلم، قال سيفاوي: إن "المخرج تعمد إخفاء حقيقة أن الضحايا الأوائل لـ(البربرية الإسلامية) هم المسلمون، فضلا عن كونه اتهم كل المسلمين المقيمين في أوروبا بأنهم خطر داهم".
لكنّ جزائريين كثيرين شاهدوا الفيلم عبر الإنترنت بدافع الفضول قالوا لـ"العربية.نت": إن فكرته الرئيسة هي اتهام المسلمين والقرآن بـ"الإرهاب والتطرف، وأن القرآن هو أيديولوجية العنف"، وأكثر ما أثارهم هو أن "ترجمة الآيات القرآنية المتضمنة في الفيلم تمت بطريقة مشوهة ومجردة من سياق ذكرها في القرآن".
ولم يكتف الصحفي سيفاوي ببث الفيلم على موقعه الشخصي، بل أعاد نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وأفرد لها زاوية ظاهرة على يسار مدونته، ولم يقدم سيفاوي أي تبرير لنشرها على موقعه الخاص.
من هو محمد سيفاوي؟
ومحمد سيفاوي هو صحفي جزائري اشتغل على إنجاز تقارير صحفية تهتم بالحركات الجهادية في الجزائر، قبل أن ينتقل في بداية التسعينيات إلى باريس هربا من تهديدات بقتله.
واشتهر سيفاوي بإنجاز تقارير باستعمال كاميرا خفية عن شبكات دعم الحركات الجهادية في أوروبا تم عرضها خصوصا على قناة "أم 6" الفرنسية، كما أنجز تحقيقات عن أتباع بن لادن في أفغانستان، وموطن الزرقاوي في الأردن، وصوّر انتفاضات الضواحي الباريسية أيضا، وسيفاوي مشهور كذلك بمعاداته للإخوان المسلمين، وسبق أن وصف طارق رمضان بأنه "نازي".
ونظرا للعداوات التي خلقها بكتاباته وأفلامه فهو يعيش حاليا تحت حراسة أمنية مشددة، ويغيّر مرارا مقر إقامته بباريس.